dimanche 23 septembre 2012

الرشوة أم الفساد


بسم الله الرحمــن الرحيم
الرّشوة أمّ الفساد
إذا أردنا أن نصلح منظومة فاسدة علينا في البداية تفكيك هذه المنظومة ومعرفة مكوّناتها الأصليّة ثم بعد ذلك تحديد مواطن الفساد وأسبابه وعلاّته ومن ثمّ إيجاد الحلول لإصلاحها. 
فكلّ منظومة مهما كان نوعنا أو نشاطها لا يمكن أن تخلو من العناصر الثّلاثة التّالية:
1. الانسان وهو العنصر
 الفاعل والمسير 
2. التّشريع وهو مجموعة الاجراءات القانونيّة والتّرتيبية المنظّمة للعمل والمحدّدة لأهداف المنظومة
3. وسائل العمل وهي التجهيزات الماديّة و اللاّماديّة الضّرورية لتنفيذ اهداف المنظومة

• فساد وسائل العمل
ماذا يعني فساد وسائل العمل؟ ما نفهمه هو أنّ هذه الوسائل أصبحت غير قادرة على تحقيق أهداف المنظومة وذلك نتيجة ما اعتراها من وهن في مكوناتها أو تجاوزها الزّمن في تقنياتها فأصابها الخلل والعجز،وإصلاح وسائل العمل يمر عبر التّدقيق والتّحقيق الميداني والقيام بالدراسات اللاّزمة لتشخيص الوهن والنقص واقتراح الحلول الضّرورية لتصبح قادرة على القيام بوظيفتها حسب ما يحددها لها تشريع المنظومة.
• فساد التشريع
فساد التّشريع : - أوّلا امّا أن يكون فاسدا في ذاته وهذا يعني أنّ أهداف المنظومة أهداف فاسدة كالإجرام والسّرقة والنّهب والعنصريّة والقائمة على أهداف تستنكرها الشّرائع السّماوية منها والإنسانيّة ،وهذه المنظومات لا اصلاح لها سوى اعدامها ومحاربتها بكلّ الوسائل الشّرعية والقانونيّة والثّقافية لكونها منظومة مفسدة وناشرة للفساد.
- وثانيا أن يكون هناك خلل ونقص أو ثغرات في الإجراءات القانونية والترتيبية المنظمة للعمل والإدارة وهذا يتطلب اصلاحا يمرّ عبر التّدقيق والتّحقيق من طرف الأخصائيّين لتشخيص الأدواء وإيجاد الحلول لها.

• فساد الإنسان
فالإنسان أهمّ وأخطر عنصر في أيّ منظومة وعندما نتحدث هنا عن فساد الإنسان نعني بالضّرورة فساد بعض أو جلّ العناصر البشريّة العاملة في المنظومة المعنية.والعنصر الإنساني الفاسد في المنظومة هو ذلك الفرد الذي يأتي بأعمال أو اقوال تتناقض مع أهداف تشريع المنظومة وبالتالي تخلّ بأهدافها مما يساهم في التأثير سلبا على عافية وتطوّر المنظومة. 
العمل الفاسد هو نتيجة تصرف يرجى من وراءه تحصيل مصلحة مباشرة أو غير مباشرة أو درء سوء ويكون ذلك على حساب أهداف ومصلحة المنظومة أو إخلال بتشريعها.
فالفساد بصفة عامّة مرتبط بالعنصر الإنساني وهو حتىّ في حالة عدم وجود خلل في التشريع أو نقص في وسائل العمل فانّ هذا العنصر البشري قادر على التأثير مباشرة على بقية العناصر وتعطيلها أو تسخيرها لخدمة مصالحه الذاتية بعيد عن مصلحة المنظومة.
وفي هذه الدراسة نريد تشخيص بعض جوانب اسباب الفساد المرتبطة بالعنصر الإنساني.فالرّشوة عنصر اساسي في الفساد والإفساد، وجاء في لسان العرب "الحديث لعن الله الرّاشي والمرتشي والرائش قال ابن الأثير الرّشوة والرّشوة الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة وأصله من الرشاء الذي يتوصل به إلى الماء فالرّاشي من يعطي الذي يعينه على الباطل والمرتشي الآخذ والرائش الذي يسعى بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا فأما ما يعطى توصلا إلى أخذ حق أو دفع ظلم فغير داخل فيه"
"وكلّ من لعنه الله فقد أبعده عن رحمته واستحق العذاب فصار هالكا واللعن التعذيب ومن أبعده الله لم تلحقه رحمته وخلد في العذاب"
فالرّاشي هو الذي يدفع مالا او يقوم بخدمة إلى المرتشي يبتغي من ورائها قضاء حاجة يقدمها له المرتشي دون وجه حق تكون نتيجتها ضياع حقّ أو وقوع ظلم.وقد يكون بينهما شخص ثالث وهو الذي ينسق بين الرّاشي والمرتشي أو ذاك الذي يسوّق للرشوة عبر الوساطة وتسهيل العمليّة.فالرّشوة لا يمكن أن تقع بدون راش ومرتشي على الأقلّ ولذلك استحقّا نفس العقاب الإلهي وهي اللّعنة والرائش إن وجد يصبح ركنا في الجريمة وبالتّالي فهو شريك أصلي يستحقّ ما استحقّا من العذاب.
الفساد والتنمية
إنّ اعظم مشروع تنموي هو محاربة الفساد، فمهما تكن المشاريع التّنموية أو المنوال التّنموي المعتمد وما تصحبه من دراسات دقيقة ووسائل متطوّرة فإنّ وجود الفساد يطيح بها جميعا ويهلك الحرث والنسل وينمي التخلف عوض التّنمية .ولتبيان ذلك نضرب مثلا مشروعا تنمويّا يتمثل في بناء جسر فإدارة التّجهيز تقوم بالدّراسات الفنيّة والاقتصادية اللاّزمة وتضع كرّاس شروط في غرض بناء الجسر.وقد تبدأ حلقة الفساد من اعلان العروض فقد يرشى عضو فاعل في لجنة العروض ليرسي العرض علي شركة المقاولات الرّاشية، وهنا ظلم سلّط عن الشّركة التي كان من الممكن ان تفوز بالعرض لو لم تقع عملية الرّشوة وكذلك حصول شركة غير مقتدرة على العرض. ثمّ نمرّ إلى مرحلة الإنجاز وبما انّ شركة المقاولات شركة راشية فكما فعلت من أجل شراء الصّفقة فلا شيء يمنعها إن وجدت أن تشتري ضمائر مكتب الدّراسات المراقب لانجازاتها وبالتّالي تتلاعب بمواد البناء وتتجاوز القواعد الفنيّة والمواصفات المطلوبة والنّتيجة هنا أخطر لأنّ الغشّ في بنى الجسر قد يؤدّي إلى انهياره عند الاستغلال وتنتج عنه كارثة وموتى هذا اضافة لخسارة المشروع بأكمله وكلّ هذا نتيجة الرّشوة والفساد. وقس على هذا المنوال كلّ المشاريع التنموية وفي كلّ الميادين فالرّشوة هي عماد الفساد و بها تدمّر المشاريع التنموية كلّيا أو جزئيا حسب درجات الفساد وأهميتها. ولذلك "لعن الله الرّاشي والمرتشي والرّائش".
الفساد والإدارة
فكما أنّ الفساد في المشاريع التنموية يفسدها ولا يتركها تحقق أهدافها فليس هذا معزولا عن فساد في الإدارة.فالرّشوة اذا انتشرت في المجتمع وأصبح المواطن العادي يدفع رشوة من اجل استخراج ابسط الأوراق الادارية فهذا مؤشر على أنّ الرّشوة لعنة اصابت المجتمع بأسره . فالموظّف مطالب بتقديم خدمات الإدارة حسب القانون وعدم تسلّم ايّ مقابل لذاته باعتباره أنّه يتقاضى كلّ شهر أجرة مقابل عمله. فالموظّف المرتشي يصبح انسانا منحرفا ويظهر تأثير ذلك على طريقة عمله فيصبح يتلكأ في القيام بواجبه بل يعطل خدمات المواطنين لأنّه يرجو الرّشوة وبذلك تضيع الحقوق وتتعطّل المصالح. ولكنّ هذا الدّاء الذي أصاب الموظّف المرتشي ما كان ليكون لو لم يكن هناك راش، لو كان صاحب الخدمة يطالب بحقّه ولا يعطي الرّشوة ويفضح صاحبها ما كان لهذا الداء أن يستشري في المجتمع بتلك الصّفة المخيفة.
فالموظف المرتشي والمواطن الرّاشي شريكان في الجريمة والإصلاح لا بدّ ان يمسّ الطّرفين بالتّوعية والتذكير والجزر.فالمعرفة هي الدّواء الأنسب للإصلاح ومحاربة الرّشوة، فلو أنّ المواطن المسلم يملأ قلبه الإيمان ويستحضر قيم الإسلام العظيم، ويتذكّر الحديث الشريف "لعن الله الرّاشي والمرتشي والرائش" ويستوعب مفهوم اللّعنة التّي ستصيبه نتيجة عمليّة الرّشوة فإنّه يخيّر الموت على الإقدام على جريمة يصبح فيها ندّا للشيطان في استحقاق اللّعنة والخروج من رحمة الله.
وبما أنّنا مجتمع مسلم نستحضر قول الله سبحانه وتعالى"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ" (الذاريات 55) فالتذكير بفداحة جرم الرّشوة وما يصيب صاحبها (الرّاشي والمرتشي والرائش) من لعنة، وهو يعبّر عن اقصى الغضب الإلهي لمرتكبيها، قد يكون فيه تأثير على سلوك الفرد فيتجنّب السّقوط في المحظور.
من أجل كلّ هذا وفي اطار محاربة الرّشوة التّي هي أمّ الفساد فإنّي أقترح على رئاسة الحكومة ان تصدر امرا رسميّا بتعليق حديث رسول الله صلّى الله عليه "لعن الله الرّاشي والمرتشي والرائش" في كلّ الإدارات إلى جانب شعار الجمهوريّة، فعسى هذا التذكير المتواجد في كلّ حين في الإدارة يساهم بإذن الله في التّوعية ونبذ الرّشوة والفساد.
بسم الله الرحمــن الرحيم
الرّشوة أمّ الفساد
إذا أردنا أن نصلح منظومة فاسدة علينا في البداية تفكيك هذه المنظومة ومعرفة مكوّناتها الأصليّة ثم بعد ذلك تحديد مواطن الفساد وأسبابه وعلاّته ومن ثمّ إيجاد الحلول لإصلاحها. 
فكلّ منظومة مهما كان نوعنا أو نشاطها لا يمكن أن تخلو من العناصر الثّلاثة التّالية:
1. الانسان وهو العنصر الفاعل والمسير 
2. التّشريع وهو مجموعة الاجراءات القانونيّة والتّرتيبية المنظّمة للعمل والمحدّدة لأهداف المنظومة
3. وسائل العمل وهي التجهيزات الماديّة و اللاّماديّة الضّرورية لتنفيذ اهداف المنظومة

• فساد وسائل العمل
ماذا يعني فساد وسائل العمل؟ ما نفهمه هو أنّ هذه الوسائل أصبحت غير قادرة على تحقيق أهداف المنظومة وذلك نتيجة ما اعتراها من وهن في مكوناتها أو تجاوزها الزّمن في تقنياتها فأصابها الخلل والعجز،وإصلاح وسائل العمل يمر عبر التّدقيق والتّحقيق الميداني والقيام بالدراسات اللاّزمة لتشخيص الوهن والنقص واقتراح الحلول الضّرورية لتصبح قادرة على القيام بوظيفتها حسب ما يحددها لها تشريع المنظومة.
• فساد التشريع
فساد التّشريع : - أوّلا امّا أن يكون فاسدا في ذاته وهذا يعني أنّ أهداف المنظومة أهداف فاسدة كالإجرام والسّرقة والنّهب والعنصريّة والقائمة على أهداف تستنكرها الشّرائع السّماوية منها والإنسانيّة ،وهذه المنظومات لا اصلاح لها سوى اعدامها ومحاربتها بكلّ الوسائل الشّرعية والقانونيّة والثّقافية لكونها منظومة مفسدة وناشرة للفساد.
- وثانيا أن يكون هناك خلل ونقص أو ثغرات في الإجراءات القانونية والترتيبية المنظمة للعمل والإدارة وهذا يتطلب اصلاحا يمرّ عبر التّدقيق والتّحقيق من طرف الأخصائيّين لتشخيص الأدواء وإيجاد الحلول لها.

• فساد الإنسان
فالإنسان أهمّ وأخطر عنصر في أيّ منظومة وعندما نتحدث هنا عن فساد الإنسان نعني بالضّرورة فساد بعض أو جلّ العناصر البشريّة العاملة في المنظومة المعنية.والعنصر الإنساني الفاسد في المنظومة هو ذلك الفرد الذي يأتي بأعمال أو اقوال تتناقض مع أهداف تشريع المنظومة وبالتالي تخلّ بأهدافها مما يساهم في التأثير سلبا على عافية وتطوّر المنظومة. 
العمل الفاسد هو نتيجة تصرف يرجى من وراءه تحصيل مصلحة مباشرة أو غير مباشرة أو درء سوء ويكون ذلك على حساب أهداف ومصلحة المنظومة أو إخلال بتشريعها.
فالفساد بصفة عامّة مرتبط بالعنصر الإنساني وهو حتىّ في حالة عدم وجود خلل في التشريع أو نقص في وسائل العمل فانّ هذا العنصر البشري قادر على التأثير مباشرة على بقية العناصر وتعطيلها أو تسخيرها لخدمة مصالحه الذاتية بعيد عن مصلحة المنظومة.
وفي هذه الدراسة نريد تشخيص بعض جوانب اسباب الفساد المرتبطة بالعنصر الإنساني.فالرّشوة عنصر اساسي في الفساد والإفساد، وجاء في لسان العرب "الحديث لعن الله الرّاشي والمرتشي والرائش قال ابن الأثير الرّشوة والرّشوة الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة وأصله من الرشاء الذي يتوصل به إلى الماء فالرّاشي من يعطي الذي يعينه على الباطل والمرتشي الآخذ والرائش الذي يسعى بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا فأما ما يعطى توصلا إلى أخذ حق أو دفع ظلم فغير داخل فيه"
"وكلّ من لعنه الله فقد أبعده عن رحمته واستحق العذاب فصار هالكا واللعن التعذيب ومن أبعده الله لم تلحقه رحمته وخلد في العذاب"
فالرّاشي هو الذي يدفع مالا او يقوم بخدمة إلى المرتشي يبتغي من ورائها قضاء حاجة يقدمها له المرتشي دون وجه حق تكون نتيجتها ضياع حقّ أو وقوع ظلم.وقد يكون بينهما شخص ثالث وهو الذي ينسق بين الرّاشي والمرتشي أو ذاك الذي يسوّق للرشوة عبر الوساطة وتسهيل العمليّة.فالرّشوة لا يمكن أن تقع بدون راش ومرتشي على الأقلّ ولذلك استحقّا نفس العقاب الإلهي وهي اللّعنة والرائش إن وجد يصبح ركنا في الجريمة وبالتّالي فهو شريك أصلي يستحقّ ما استحقّا من العذاب.
الفساد والتنمية
إنّ اعظم مشروع تنموي هو محاربة الفساد، فمهما تكن المشاريع التّنموية أو المنوال التّنموي المعتمد وما تصحبه من دراسات دقيقة ووسائل متطوّرة فإنّ وجود الفساد يطيح بها جميعا ويهلك الحرث والنسل وينمي التخلف عوض التّنمية .ولتبيان ذلك نضرب مثلا مشروعا تنمويّا يتمثل في بناء جسر فإدارة التّجهيز تقوم بالدّراسات الفنيّة والاقتصادية اللاّزمة وتضع كرّاس شروط في غرض بناء الجسر.وقد تبدأ حلقة الفساد من اعلان العروض فقد يرشى عضو فاعل في لجنة العروض ليرسي العرض علي شركة المقاولات الرّاشية، وهنا ظلم سلّط عن الشّركة التي كان من الممكن ان تفوز بالعرض لو لم تقع عملية الرّشوة وكذلك حصول شركة غير مقتدرة على العرض. ثمّ نمرّ إلى مرحلة الإنجاز وبما انّ شركة المقاولات شركة راشية فكما فعلت من أجل شراء الصّفقة فلا شيء يمنعها إن وجدت أن تشتري ضمائر مكتب الدّراسات المراقب لانجازاتها وبالتّالي تتلاعب بمواد البناء وتتجاوز القواعد الفنيّة والمواصفات المطلوبة والنّتيجة هنا أخطر لأنّ الغشّ في بنى الجسر قد يؤدّي إلى انهياره عند الاستغلال وتنتج عنه كارثة وموتى هذا اضافة لخسارة المشروع بأكمله وكلّ هذا نتيجة الرّشوة والفساد. وقس على هذا المنوال كلّ المشاريع التنموية وفي كلّ الميادين فالرّشوة هي عماد الفساد و بها تدمّر المشاريع التنموية كلّيا أو جزئيا حسب درجات الفساد وأهميتها. ولذلك "لعن الله الرّاشي والمرتشي والرّائش".
الفساد والإدارة
فكما أنّ الفساد في المشاريع التنموية يفسدها ولا يتركها تحقق أهدافها فليس هذا معزولا عن فساد في الإدارة.فالرّشوة اذا انتشرت في المجتمع وأصبح المواطن العادي يدفع رشوة من اجل استخراج ابسط الأوراق الادارية فهذا مؤشر على أنّ الرّشوة لعنة اصابت المجتمع بأسره . فالموظّف مطالب بتقديم خدمات الإدارة حسب القانون وعدم تسلّم ايّ مقابل لذاته باعتباره أنّه يتقاضى كلّ شهر أجرة مقابل عمله. فالموظّف المرتشي يصبح انسانا منحرفا ويظهر تأثير ذلك على طريقة عمله فيصبح يتلكأ في القيام بواجبه بل يعطل خدمات المواطنين لأنّه يرجو الرّشوة وبذلك تضيع الحقوق وتتعطّل المصالح. ولكنّ هذا الدّاء الذي أصاب الموظّف المرتشي ما كان ليكون لو لم يكن هناك راش، لو كان صاحب الخدمة يطالب بحقّه ولا يعطي الرّشوة ويفضح صاحبها ما كان لهذا الداء أن يستشري في المجتمع بتلك الصّفة المخيفة.
فالموظف المرتشي والمواطن الرّاشي شريكان في الجريمة والإصلاح لا بدّ ان يمسّ الطّرفين بالتّوعية والتذكير والجزر.فالمعرفة هي الدّواء الأنسب للإصلاح ومحاربة الرّشوة، فلو أنّ المواطن المسلم يملأ قلبه الإيمان ويستحضر قيم الإسلام العظيم، ويتذكّر الحديث الشريف "لعن الله الرّاشي والمرتشي والرائش" ويستوعب مفهوم اللّعنة التّي ستصيبه نتيجة عمليّة الرّشوة فإنّه يخيّر الموت على الإقدام على جريمة يصبح فيها ندّا للشيطان في استحقاق اللّعنة والخروج من رحمة الله.
وبما أنّنا مجتمع مسلم نستحضر قول الله سبحانه وتعالى"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ" (الذاريات 55) فالتذكير بفداحة جرم الرّشوة وما يصيب صاحبها (الرّاشي والمرتشي والرائش) من لعنة، وهو يعبّر عن اقصى الغضب الإلهي لمرتكبيها، قد يكون فيه تأثير على سلوك الفرد فيتجنّب السّقوط في المحظور.
من أجل كلّ هذا وفي اطار محاربة الرّشوة التّي هي أمّ الفساد فإنّي أقترح على رئاسة الحكومة ان تصدر امرا رسميّا بتعليق حديث رسول الله صلّى الله عليه "لعن الله الرّاشي والمرتشي والرائش" في كلّ الإدارات إلى جانب شعار الجمهوريّة، فعسى هذا التذكير المتواجد في كلّ حين في الإدارة يساهم بإذن الله في التّوعية ونبذ الرّشوة والفساد.
صاحب المقال جمال الدين بنبلقاسم